روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | أُحبكِ قولاً ـ أُحبكِ فِعلاً

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > أُحبكِ قولاً ـ أُحبكِ فِعلاً


  أُحبكِ قولاً ـ أُحبكِ فِعلاً
     عدد مرات المشاهدة: 3712        عدد مرات الإرسال: 0

عندما يعبر الزوج عن مشاعره وأحاسيسه تجاه زوجته يجعل الحياة بينهما أكثر حيوية وإنتعاشا، وتتجدد أحاسيسه مع مرور الزمن، فلا يشعر بالجفاف العاطفي أو النفسي.

وعندما لا يعبر عن مشاعره وأحاسيسه تجاه زوجته، يجعل الحياة كئيبة، وتتبلد أحاسيسه مع مرور الزمن، فيصبح قاسيا من غير أن يشعر.

ولقد حذر النبي القدوة صلي الله عليه وسلم من القلب القاسي فقال: «إن أبعد الناس من الله القلب القاسي» رواه الترمذي، وقال حسن غريب، وضعفه عدد من العلماء.

لقد أنعم الله على الإنسان فأعطاه كنوز العواطف التي تسبح في القلب، فإذا لم يصل من هذه الكنوز لزوجته شيئا جفت الطرق، وأقحلت الأرض بينهما وهاجت أعاصير الرمال، ولو كان الزوج غنيا ويلبي جميع طلبات زوجته، فالزوجة بحاجة إلى أن تسبح في كنوز العواطف التي تغمر قلب زوجها.

فماذا يخسر الزوج إذا قال لزوجته هامسا تارة ورافعا صوته تارة أخرى: أحبك.

وماذا يخسر إذا إبتسم في وجه زوجته وهو ذاهب للعمل قائلا لها: استودعك الله.

إن كلمة أحبك ليست كلمة خاصة بالمراهقين، أو أمرا ساذجا كبر الرجال عليها كما يقول البعض، بل هي إقتداء بالحبيب المصطفى صلي الله عليه وسلم «ذا أحبَّ الرجلُ أخاه فلْيُخبِرْه أنه يُحبُّه» رواه أبو داوود، والترمذي، والبخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني في الجامع، فما بالك إذا أحب الزوج زوجته.

وها هو صلى الله عليه وسلم يكشف عن عواطفه ومشاعره أمام الناس فيسأله عمر بن العاص رضي الله عنه: أيُّ الناسِ أحَبُّ إليك؟ قال: «عائشة» رواه البخاري.

فالحب ليست كلمة بسيطة، فقد كانت تملأ حياة النبي صلي الله عليه وسلم فضرب لنا أروع الأمثلة، وأجمل المواقف، وأفضل التعامل، وأندى العلاقات، للحياة الزوجية: فلم يخجل، أو يضعف بل كان قويا حكيما رحيما، فأخرج مشاعره صلى الله عليه وسلم من حيز القلب إلى الكون الواسع بالقول والفعل، فكان يقول صلى الله عليه وسلم لزوجته: «أحبك» قولا، ويقول صلى الله عليه وسلم لزوجته «أحبك» فعلا وتصرفا.

فكان صلى الله عليه وسلم كما تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: فيَضَعُ فاه على موضِعِ فيَّ، فيشرب، وأَتَعَرَّقُ العَرَقَ وأنا حائضٌ، ثم أُنَاوِلُه النبيَّ صلي الله عليه وسلم، فيَضَعُ فاه على مَوضِعِ فيَّ، رواه مسلم.

وكان ينفرد صلى الله عليه وسلم بزوجته عن المسافرين ليخوض معها سباقا تسبقه مرة ويسبقها تارة فيضحك عليه الصلاة والسلام ويقول «هذه بتلك» رواه أبوداود، وابن حبان، وصححه الألباني.

وكان صلى الله عليه وسلم ينام على فخذ زوجته: ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، رواه البخاري.

وكان صلى الله عليه وسلم كما تقول عائشة رضي الله عنها: كان يكونُ في مهنةِ أهلِه تعني خدمةَ أهلِه، رواه البخاري.

فرفقا أيها الأزواج بالقوارير.. رفقا بزوجتك ومشاعرها، رفقا بأحاسيسها، رفقا بها فهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استوصوا بالنساء خيرا» رواه مسلم.

رفقا بنفسك أيها الزوج إذا لم تسمع زوجتك كلمة الثناء منك، ولم تعش معنى في طيات الجمل الجميلة منك، ولم تتعرف على التعبير الصادق منك، ولم ترى الموقف المرح منك، فمِمَنْ ستسمع زوجتك؟ ومِمَنْ سترى؟

رفقا بنفسك فأنت جنتها ونارها {ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} [التحريم:6].

رفقا بنفسك أيها الزوج ولك في رسول الله أسوة حسنة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب:21].

رفقا بنفسك أيها الزوج فقد إنتهيتَ من قراءة المقال، فالتفت إلى زوجتك وقل لها: أحبك.

الكاتب: أ. وائل بن إبراهيم بركات.

المصدر: لها أون لاين.